اقتناء الحيوانات المفترسة، مثل الأسود والنمور والفهود والضباع والذئاب والقرود والكلاب والثعابين والتماسيح، وغيرها، هواية خطِرة ويشكل وجودها تهديداً كبيراً لمن يقتنيها، وأهل بيته والمحيطين به. كما تثير فزع الجيران والمارّة، غير أن بعضهم لا يعبأ بمشاعر الآخرين، فيقتني هذا النوع من الحيوانات، مظهراً للتفاخر، أو اعتقاداً بأنه إذا ظهر وبجواره حيوان مفترس سيبدو أمام الآخرين شخصاً راقياً اجتماعياً. وبسبب المظهر المرعب يطالب عدد من أفراد المجتمع بوضع ضوابط مشددة لعملية اقتناء الحيوانات المفترسة. في إشارة إلى الضوابط القانونية التي تضمن حقوق الآخرين، وكذلك الضوابط الصحية تطبيقها بصرامة على الحيوانات.
التقت الأطراف المعنية بالتعامل مع الظاهرة من مختلف جوانبها، في محاولة للوصول إلى حلول محتملة، أو ممكنة، للظاهرة الخطِرة على صاحبها وأهل بيته، وتثير فزع الجيران والمارة، واقتناء حيوانات خطِرة يخضع لضوابط قانونية وبيطرية وبيئية.
في البداية تقول هاجر العيسى، سيدة أعمال: إن التعامل مع الحيوانات المفترسة من دون خبرة أمر خطِر جداً، ويتطلب توفير بيئات ومساحات مناسبة لها، ووسائل أمان عالية تضمن عدم تسرّبها إلى خارج الأماكن التي يتم إيواؤها فيها؛ حيث يشكل خروجها من أماكنها مغامرة قد تهدد حياة بعضهم، وتسبب أضراراً بيئية وصحية.
الجانب الطبي
ويؤكد الطبيب البيطري، محمد سعيد، أن تربية الحيوانات المفترسة في المنازل خطر يهدد أصحابها، والمقيمين في المنازل القريبة، خصوصاً الأطفال، ويمكن أن تسبب أضراراً صحية، لاسيما وأنها في أغلب الأحوال، لا تتلقى رعاية طبية بيطرية، ويجب وضعها في أماكن مخصصة، مثل المحميات الطبيعية وحدائق الحيوان، تحت إشراف مختصين.
تنقل الأمراض
ودعت الدكتورة ريهام زكي، طبيبة في «مستشفى زليخة»، إلى الاحتراس من الحيوانات والخطر الصحي منها، خاصة أن بعضها ينقل الأمراض إلى الإنسان بسبب عدم إجراء الفحوص الدورية للحيوان، فضلاً عن أن تربيتها تتسبب بعاهات وخسائر بشرية، وهناك فئة من الناس تستغل هذا الأمر تجارياً، وتلجأ إلى المتاجرة بالحيوانات المفترسة، وتهريبها بطرائق غير مشروعة، غير مدركة للأخطار التي قد تسببها، مع وجود قوانين تمنع ذلك وتجرمه، ويجب المحافظة عليها في بيئة أقرب إلى طبيعتها، مثل الحدائق والمحميات والأماكن المعدّة والمخصصة لذلك.
مخالفة
قال المستشار القانوني وليد عسكر، إن التجوّل مع الحيوانات في الأماكن العامة، وخارج المنشآت المُصرّح بوجودها فيها، مخالفة صريحة للقانون، ويعرّض فاعله لعقوبة الحبس، الذي لا يقل عن شهر، ولا يزيد على ستة أشهر، والغرامة التي لا تقل عن 10 آلاف درهم، ولا تزيد على نصف مليون درهم، أو إحداهما. واقتناء وتربية حيوانات مفترسة في المنازل والفرجان والمزارع، وما يتبع ذلك من تجول بها في أماكن عامة بصورة تثير الهلع والذعر لدى المواطنين والمقيمين والزوار، يشكل خطراً كبيراً على حياة الناس.
الجانب الأمني
استحدثت شرطة دبي، قسم الجرائم البيئية، وخصّصت جهة للعمل مع هذا النوع من المخالفات، استناداً إلى القوانين ذات الصلة، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين، في إطار حرص القيادة العامة على تعزيز السلامة العامة في المجتمع، والتعامل مع المخالفات الناجمة عن اقتناء الحيوانات المفترسة والخطِرة، ويعدّ إضافة نوعية في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، لكي لا يدخل مقتنوها ضمن طائلة المحاسبة القانونية، بعد نفاد مدة تصحيح الأوضاع الخاصة بنظام البيئة. وأضاف: إن القسم منذ إنشائه في مارس/ آذار الماضي، يضع الخطط وآليات العمل الخاصة بمهام عمله، في مكافحة الجرائم الواقعة على الحياة الفطرية للحيوانات والنباتات المهددة بالانقراض، والحيوانات الخطِرة.
تعليق