قال المحلل السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إنه لا يزال الإحباط سائدًا لدى الشعب الليبي بشأن الجمود السياسي والذي أصبح أكثر وضوحًا منذ عدم إجراء الانتخابات في ديسمبر 2021، عززته مبادرة مبعوث الأمم المتحدة للدعم إلى ليبيا عبدالله باثيلي المتعلقة بضرورة إجراء انتخابات قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف فى تصريحات صحفية، أن الشعب الليبي يعي تمامًا بأن الحل النهائي للصراع السياسي في البلاد يجب أن يكون ليبيًا، بمساعدة من الأمم المتحدة واللاعبين الدوليين لا العكس، لأنه إكتوى على مدار أكثر من عشر أعوام من تبعات التدخل الخارجي في البلاد ومحاولات تحقيق أجندات أجنبية تضع طموحاته ورغباته على رف النسيان، فقد سبق وأن عرقلت هذه الأجندات الحل والمسار السياسي السلمي وأدت إلى مزيد من الفوضى والصراع بين الليبيين.
وتابع: الآن يسعى الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية إلى فرض مبادرة باثيلي غير الواضحة والمليئة بالتناقضات على الليبيين، والهدف من وراء ذلك ليس الانتخابات بل غايات أخرى لواشنطن تسعى لتحقيقها بهدف السيطرة الكاملة على البلاد الغنية بالموارد والخيرات.
حيث يجدد المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا ريتشارد نورلاند في كل مناسبة دعم الولايات المتحدة الكامل لباثيلي الذي يستمر في الانخراط بشكل كامل مع القادة الليبيين والجهات الدولية المهتمة لوضع خارطة طريق لإجراء الانتخابات في ليبيا.
وأوضح المحلل، أن الولايات المتحدة تشترط دومًا إخراج قوات شركة عسكرية روسية خاصة من ليبيا كخطوة مهمة لتحقيق السلام، ولا تربط خروج المقاتلين ببقية المرتزقة الكثر المنتشرين في البلاد، وهي لا تزال تمارس ضغوطًا مباشرة وأخرى غير مباشرة لتحقيق ذلك من أجل تحجيم النفوذ الروسي في إفريقيا، فلا يكاد يخلو اجتماع سياسي أو عسكري أو أمني في ليبيا من ذكر القوات الناشطة في مناطق سيطرة بعض القوات، وخلال الأسابيع الماضية تعددت زيارات مسؤولين وسفراء غربيين وأمريكيين إلى بنغازي لطرح الموضوع فقضية المسلحين الروس أصبحت مصيرية لدى العواصم الغربية المتحالفة مع بعضها البعض في مواجهة مفتوحة مع موسكو.
وأشار إلى أن أولها كان في مارس الماضي الذي ناقشت فيه مساعدة وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الشرق الأدنى باربارا ليف أهمية حماية سيادة ليبيا من خلال إجبار المقاتلين والقوات والمرتزقة الأجانب على مغادرة البلاد، وأشارت إلى تصنيف قوات الشركة كمنظمة إجرامية عابرة للحدود، مشددة على دورها المزعزع للاستقرار والانتهازي في ليبيا والمنطقة، وآخرها كان منذ أيام حين دعا ممثل الولايات المتحدة في مجلس الأمن إلى المشاركة البناءة في العملية الشاملة التي حددها باثيلي نحو خارطة طريق تيسرها الأمم المتحدة لتحقيق الانتخابات في أقرب وقت ممكن، ودعا في كلمته خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن ليبيا إلى طرد القوات من البلاد قائلًا إنها منظمة تسعى لتعزيز مصالحها ومصالح روسيا في إفريقيا.
كما أيده الوزير السياسي الأمريكي المستشار جون كيلي خلال خطابه في نفس المناسبة، وسلط الضوء على الحاجة الملحة لطرد القوات من ليبيا، واصفًا تكتيكاتهم بالوحشية وسعيهم وراء مصالح في إفريقيا.
ويقف الخبراء في الشأن الليبي على هذا العداء الأمريكي الواضح لروسيا في ليبيا وغيرها، في حين تمارس إيطاليا وأمريكا وغيرها من الدول نشاطاتها وتحقق أجنداتها وتعرقل خطوات المصالحة حين تحدث بأدواتها العميلة في البلاد. ويذكّرون بازدواجية المعايير التي تتبعها واشنطن في سياستها الخارجية دائمًا وأبدًا، في جميع أنحاء العالم إنطلاقًا من اعتقادها بأنها مسيّر أمور العالم والقوة الوحيدة على هذا الكوكب.
واختتم: بالتالي فعلى الشعب الليبي الحذر في التعامل مع مبادرات مشكوك بأمرها تقف خلفها الولايات المتحدة، والسير في المسار السياسي السلمي الليبي وتحقيق المصالحة والتخلص من المنتفعين من السلطة والطامحين لها بشتى الوسائل الذين باعوا البلاد ونفطها من خلال عقود اقتصادية حذّر من عواقبها أغلب المختصين، كما باعوا كرامة العباد في البلاد للأمريكيين من خلال تسليمه مواطنين ليبيين أبرياء لهم، وآخرين أمريكيين قادوا حملات تسلخ الشعب الليبي عن عقيدته وأخلاقه وإرث أجداده.
تعليق