أعلنت سفارة الولايات المتحدة،إعادة قطعتين أثريتين مسروقتين من مدينة شحات "قورينا" الأثرية، إلى السلطات الليبية.
وأشادت السفارة،بدور مكتب المدعي العامّ في مانهاتن بمدينة نيويورك الأمريكية، ومسؤولي مباحث الأمن الداخلي الأمريكي (HSI)، موضحة أنّ ذلك يأتي في إطار تنفيذ اتفاقية الملكية الثقافية الموقّعة بين البلدين في 2018.
أعلنت السلطات الأميركية إعادة قطعتين أثريتين منهوبتين إلى ليبيا، تبلغ قيمتهما الإجمالية 1.26 مليون دولار، حسب بيان صادر عن مكتب الادعاء العام في نيويورك.
القطعتان الأثريتان هما «وجه رخامي لملكة تعود إلى العصر البطلمي، وتمثال نصفي لأنثى، من مدينة شحات الأثرية، بعد أن نفذ عملية التهريب المهرب البريطاني المدان روبن سايمز الذي عمل كواجهة لشبكات تهريب متعددة تبيع الآثار المنهوبة للمشترين الأوروبيين والأميركيين»، وفق البيان.
وحسب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن ألفين براغ، جرت إعادة القطعتين الأثريتين خلال حفل حضره القائم بالأعمال في السفارة الليبية لدى الولايات المتحدة خالد الضعيف، ومساعد الوكيل الخاص المسؤول عن تحقيقات الأمن الداخلي الأميركي توماس أكوسيلا.
وقبل القبض عليه، استولى المهرب البريطاني على القطعتين الأثريتين الليبيتين، وخزنهما في وحدة تخزين في نيويورك لأكثر من عقدين. وتأتي إعادتهما في الوقت الذي اكتشف فيه علماء الآثار في ليبيا أخيرا ما يبدو أنه جذع التمثال النصفي لأنثى، ولا يزال في مقبرته الأصلية بالمدينة الأثرية.
استياء المدعي العام بنيويورك
وعبر المدعى العام عن استيائه من «تخزين هذه القطع الجميلة لعقود». وقال: «واجهت شحات نهبا كبيرا، ولكن بفضل عمل وحدة مكافحة الاتجار في الآثار وشركائها في وزارة الأمن الداخلي، أعدنا عدة قطع من هذه المدينة الأثرية إلى الشعب الليبي»، مشيرا إلى استمرار «التحقيقات بشأن القطع الأثرية الليبية المسروقة».
ومنذ العام 2022، أعاد المكتب خمس قطع أثرية إلى ليبيا، تقدر قيمتها مجتمعة بنحو 3 ملايين دولار، وفق البيان.
وقال القائم بالأعمال الليبي خالد الضعيف: «بعد تحقيق شامل أجراه مكتب المدعي العام لمقاطعة مانهاتن، نحن ممتنون لإتاحة الفرصة لنا لإعادة هذه القطع الأثرية الثقافية». وأعرب عن خالص التقدير للجهود التي بذلها المدعي العام لمدينة نيويورك وموظفوه، ووزارة الأمن الداخلي، و«كل من عمل على ضمان عودة هذه القطع الأثرية الليبية القيمة إلى وطنها في ليبيا».
وحسب بيان المدعي العام لنيويورك، ظهرت الآثار الليبية للمرة الأولى في سوق الفن الدولي في أعقاب أعمال نهب وقعت في مدينة شحات الأثرية خلال أواخر ثمانينات وتسعينات القرن الماضي، مضيفا: «التمثال النصفي للأنثى جزء من نقوش جنائزية مهمة كانت تزين المقابر، أو المقبرة الأثرية، في قورينا».
ويعتقد الباحثون، خلال عمليات التنقيب الأخيرة، أنهم اكتشفوا أخيرا النصف السفلي لتمثال نصفي للأنثى المنهوب، وأنه لا يزال سليماً في مقبرة بالموقع الأثري.
تعليق