استنزف قطاع الكهرباء في ليبيا ما يعادل 600 مليون دولار خلال العام 2022 للصيانة ومواجهة العجز في توفير الطاقة، ومع اقتراب موسم الصيف وارتفاع مستويات الاستهلاك بشكل قياسي، فإن الرهان لتجاوز الأزمة يبقى على بعض محطات الطاقة الجديدة المرتقب تسليمها ومشاريع الطاقة المتجددة.
وعلى مدار 12 سنة الأخيرة، حوّل العجز الكبير في الكهرباء في ليبيا، صاحبة أكبر احتياطي نفطي في أفريقيا، الصيف إلى جحيم، ومع انتهاج الشركة العامة للكهرباء سياسة «طرح الأحمال»، يجري فصل التيار بين مناطق البلاد، بقصد المحافظة على استقرار الشبكة، فيما كانت للأزمة انعكاسات أخرى على جوانب الحياة اليومية، مثلما كشف استطلاع لمنظمتي «العمل ضد الجوع» الفرنسية غير الحكومية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف» العام الماضي أن ما يقرب من نصف السكان الليبيين (40%) يعتقدون أن الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي هو الدافع الرئيسي لعدم الحصول على المياه.
2.91 مليار دينار مصروفات الكهرباء خلال 2022
وحسب محللين، فإن لغة الأرقام تكشف حجم الأموال المرصودة سنويا لمعالجة أزمة الانقطاعات، وتؤكد أن الفساد المالي وسوء التسيير أكثر ما يعيق طي هذا الملف، فقد بلغت مصروفات قطاع الكهرباء 2.91 مليار دينار خلال العام 2022، أي ما يعادل 600 مليون دولار، مقابل صرف الخزينةسنويا أكثر من المبلغ ذاته 615 مليون دولار، لدعم الكهرباء.
في حين يذكر ديوان المحاسبة في تقريره الأخير، أن إجمالي العقود المبرمة في قطاع الكهرباء منذ 2001 وحتى نهاية 2021 تفوق 35 مليار دينار، إلى جانب تنامي رصيد المديونية لحساب الشركة العامة للكهرباء بـ5.5 مليار دينار. بدوره يقدر موقع «إنرجي كابيتال باور» الأميركي القيمة الإجمالية لعقود مشروعات الكهرباء في ليبيا لمواجهة العجز بنحو 5 مليارات دولار.
2500 ميغاوات عجز يوميا
وتعترف إدارة الشركة العامة للكهرباء بالمعدلات الأخيرة التي وصل إليها نمو الاستهلاك في الشبكة الكهربائية بنحو 12%، بينما يبلغ الإنتاج نحو 5 آلاف ميغاواط، وصل العجز إلى نحو 2500 ميغاوات يوميا، متوقعة ارتفاع طاقتها إلى 14 ألفا و834 ميغاواط بحلول العام 2025، و21 ألفا و669 ميغاواط بحلول العام 2030.
وضمن أهدافها على مدى السنوات العشر المقبلة، حددت الشركة العامة للكهرباء خططا لإنشاء محطة توربينات غازية ذات الدورة المركبة في بنغازي إضافة إلى هدف إنتاج نحو 6 آلاف و75 ميغاواط إضافية من السعة الجديدة للمدة ما بين 2021 و2030 من محطات الكهرباء في مناطق سبها ودرنة وطرابلس وطبرق وبنغازي والخمس، مع التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق