اختتم المبعوث الأممي إلى ليبيا، عبد الله باتيلي، جولة أفريقية شملت السودان وتشاد والنيجر، وناقش خلالها مع مسؤولي هذه الدول سبل تسريع مغادرة المرتزقة الأفارقة الأراضي الليبية، وسط تساؤلات عما إذا كان بدأ العد التنازلي لإنهاء ملف الوجود الأجنبي العسكري في هذا البلد.
والتقى باتيلي، الخميس الماضي في العاصمة السودانية الخرطوم، رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان، ووزير الشؤون الخارجية علي الصادق علي الذي أبلغ باتيلي أنه يمكن الاعتماد على الخرطوم في دعم خطوات الاستقرار السياسي والأمني في ليبيا. من جهته، أكد باتيلي على ضرورة تضافر جهود الدول المجاورة لليبيا مثل السودان وتشاد والنيجر في ما يتعلق بإجلاء الحركات المسلحة الأجنبية والمقاتلين الأجانب من الأراضي الليبية.
كما التقى باتيلي الرئيس الانتقالي في تشاد محمد ديبي، في نجامينا، السبت الماضي، والذي أبلغ المبعوث الأممي برغبة سلطته في انخراط أكبر في الجهود الأممية الرامية إلى إرساء السلام والاستقرار في ليبيا، خصوصاً من خلال "لجنة التواصل التشادية التي تنسق عملية انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا بما لا يؤثر سلباً على دول الجوار".
وفي نيامي، أطلع باتيلي رئيس النيجر، محمد بازوم، الإثنين الماضي، على "جهود تسريع انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا"، بعدما التقى وزير الدفاع النيجري، لقاسوم إنداتو، واستعرض معه "آليات التنسيق لدعم عمل اللجنة العسكرية المشتركة 5+5 بهدف تسهيل الانسحاب المُنسق للمرتزقة والمقاتلين النيجريين من ليبيا"، وفق تغريدة لباتيلي على حسابه على "تويتر".
وأكد بيان صادر عن البعثة الأممية في ليبيا، أن الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لدى ليبيا عبد الله باتيلي اختتم أول من أمس الثلاثاء زيارة رسمية قادته للمرة الأولى منذ توليه منصبه إلى دول الجوار جنوب ليبيا، السودان وتشاد والنيجر. وقالت البعثة إن باتيلي ناقش مع كبار المسؤولين في هذه الدول سبل إرساء السلام والاستقرار في ليبيا، بما في ذلك من خلال سحب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد، والرفع من كفاءة التنسيق بين البلدان المعنية بهذا الملف.
قال باتيلي أمس أيضاً إنه التقى اللواء المتقاعد خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، مساء الثلاثاء في بنغازي، مضيفاً أن اللقاء ركّز على كيفية تسريع الجهود لإجراء الانتخابات دون مزيد من التأخير. وأضاف أنه جرى خلال اللقاء الاتفاق "على عدم ادخار أي جهد لتعزيز الأمل والمصالحة بين الليبيين، بمن في ذلك قادة اللجنة العسكرية المشتركة 5+ 5 وقادة الوحدات العسكرية والأمنية من جميع أنحاء ليبيا، لتحقيق السلام والاستقرار".
ملف مرتزقة ليبيا... تقدم طفيف
وكان باتيلي قد أكد في تغريدة، قبيل بدء جولته الأفريقية، أنها تأتي "في إطار تفويض بعثة الأمم المتحدة لإعادة السلام والاستقرار إلى البلاد، لا سيما من خلال دعم اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وتسريع انسحاب المقاتلين الأجانب والقوات الأجنبية والمرتزقة من ليبيا"، مشدداً على "الحاجة إلى العمل مع الشركاء لمواجهة هذا التحدي دون التأثير سلباً على دول الجوار الليبي أو على المنطقة".
تعليق