يشكل النفط نحو 94% من موارد ليبيا، وأهم ما يميزه غزارة الآبار المستخرج منها وقربه من موانئ التصدير المنتشرة على السواحل الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وتشير بيانات منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك" إلى أن ليبيا تحتل المرتبة الخامسة عربيًا باحتياطي نفطي يبلغ 48.36 مليار برميل.
بلغت إيرادات ليبيا النفطية خلال السنة الماضية نحو 27 مليار دولار، مرتفعة عن العام الماضي بنسبة 20%، التي كانت نحو 21.5 مليار دولار، وذلك رغم الانقسام المتواصل في البلاد وسيطرة الميليشيات على أبرز الموانئ والحقول النفطية.
تعد هذه الأرقام مهمة في الوضع الذي تعرفه ليبيا خلال السنوات الأخيرة، ما يؤكد أهمية هذه الثروة، وتشمل إيرادات ليبيا النفطية عائدات مبيعات النفط الخام والسوائل الهيدروكربونية والمشتقات النفطية والبتروكيميائية والضرائب والرسوم المحصلة من عقود الامتياز.
صبّت هذه العائدات، في صالح ميزانية الدولة الليبية حيث باتت زاخرة بالأموال السنة الماضية، ما جعل صندوق النقد الدولي يتوقع أن تكون ليبيا "الأسرع نموًا بين اقتصادات الدول العربية مع توقعات بأن تحقق نموًا بنسبة 17.9 % عام 2023".
بالنظر إلى هذه الإمكانات الكبيرة للدولة، فإنَّ المواطن الليبي يطمح في حياة أفضل هو أمر مشروع تمامًا، خاصة إذا علمنا أن الدولة الليبية اكتشفت مؤخرًا 29 حقلًا نفطيًا جديدًا، فضلًا عن 12 حقلًا للغاز الطبيعي، وهي اكتشافات ضخمة.
إمكانات كبيرة
قبل الحديث عن الاكتشافات الجديدة والتحسينات التي يمكن أن تشهدها ليبيا أو موعودة بمشاهدتها جراء اكتشاف هذه الحقول الجديدة وتأثيرها المنتظر على وضعها الاقتصادي والرفاه الاجتماعي في البلاد، دعونا نلقي نظرة خاطفة في البداية على الإمكانات النفطية التي تتمتع بها ليبيا.
بلغ إنتاج النفط الليبي خلال سنة 2022 نحو 1.2 مليون برميل يوميًا، وفقًا للمؤسسة الوطنية للنفط، وذلك في وقت تأمل فيه حكومة الوحدة الوطنية الوصول إلى إنتاج مليوني برميل يوميًا، وتوقع صندوق النقد الدولي نمو إنتاج الهيدروكربونات بنحو 15% عام 2023.
ووصل ذروة الإنتاج الليبي من النفط خلال فترة الثمانينيات، حين تجاوز 3 ملايين برميل يوميًا، وهو الرقم الذي تحاول المؤسسة الوطنية للنفط العودة إليه أو الاقتراب منه خلال الفترة المقبلة بعد العديد من الاكتشافات التي تمت خلال السنوات العشرة الأخيرة.
أما في الغاز الطبيعي، فتصدر ليبيا نحو مليار قدم مكعبة من ملياري قدم مكعبة تنتجها البلاد، ويجري تصديره إلى إيطاليا عن طريق شركة مليتة للغاز عبر خط غاز يمر تحت البحر المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا مملوك لشركة غرين ستريم، ولا يصدر الغاز الطبيعي إلى الخارج ما عدا الغاز المسال والمكثفات.
وتحتل ليبيا المرتبة الخامسة عربيًا باحتياطي نفطي يبلغ نحو 48.36 مليار برميل، وفق بيانات منظمة الدول المنتجة للنفط "أوبك"، فيما يبلغ احتياطي البلاد من الغاز ما يقارب 54.6 ترليون قدم مكعبة، يضعها في المرتبة الـ21 عالميًا من احتياطات الغاز.
تعليق