الوقت الذي يسعى الأوربيين إلى توطين الأفارقة في الجنوب الليبي للحد من تدفقهم لقارتهم بمؤامرة قد تجعل الليبيين في وضعية تشبه السود في جنوب إفريقيا أو الفلسطنيين في فلسطين.. الحكومة لا أدري بقصد منها أو بغير قصد تاركة البلاد لكل من هب ودب ليعبث فيها، البعض يعبث في دين الشعب وعقيدته..
يبدع هذا ويكفر هذا ويستولي على المنابر ويحارب مذهب أهل البلد السني الوسطي ويفعل مايحلو له وهي لاتحرك ساكناً بالرغم من إنه موظف تابع لها !!! وأخر يعبث بالوحدة الوطنية ويرفع لواء العمالة بدون خجل، وأخر يسعى للإنتقام بأي ثمن والحكومة تتفرج عليه..
هذه الحكومة والحكومات التي سبقتها لم تحاول تبنى برنامج مصالحة وطنية جادة مبنى على العدالة الانتقالية.. الحكومة التي تأتي تشرعن أي مجموعة تحمل السلاح وتسترضيها بكل السبل وتغض الطرف على أفعالها مهما بلغ سوءها!!!
وفي خضم الفوضى وإنشغال الليبيين رغم ضيق ذات يد معظمهم بالاسواق والمحال التجارية الحديثة والتى أسس معظمها ولم أقل كلها من مال مشكوك فيه. قنواتهم الفضائية لم تعد ترفع الآذان أوقات الصلاة بل صارت تحتفي بمشاهير شبكات وسائط التواصل الاجتماعي من راقصين وراقصات وطباخين وطباخات ومزينين ومزينات وووو..
كم العري والتبرج تحت مسمى الديمقراطية والحداثة صار لايطاق والحكومة تتفرج باستمتاع. نهب المال العام صار أمراً عادياً لايبعث على الخجل بل صار مبعث فخر وصار اللص سيد في مجالس شعبنا المطحون كما قال الشيخ إمحمد قنانة منذ قرون خلت:
القل يغبي زول كان مسمى .. والمال يشهر ناس ماهم سادة
كثير الدراهم والعمش في عيونه.. يسحره كأنه غزال حمادة.
والان أيتها الحكومة الموقرة وياأيها الشعب العظيم.. يامن كما قال رجل ليبي حكيم ذات يوم في غناوة علم (سياتك اللي طقرور "طابور" ننساهن تجيني بغيرهن) يأتيكم أحفاد من حلموا بأن تكون ليبيا شاطئهم الرابع بحلم جديد وهو جعل ليبيا السد أو السجن الكبير للأفارقة المطحونين من الفقر والمرض نتيجة إستيلاء القوى الاستعمارية الاوروبية القديمة وخصوصا ً فرنسا على مواردهم الاقتصادية. يتحججون بالتنمية والرفاهية للجنوب فهل تحتاج ليبيا لمن يعمر أرضها؟. الملايين المنهوبة تكفي لتحويل الجنوب كله الى نعيم أرضي ولكن ترى هل يقبل اللصوص بذلك. أتظن الحكومة أن الحكومة الايطالية الحالية والتي تمثل الفاشية الجديدة في إيطاليا ومنظمة أرباتشي يتمتعون بقدر كبير من الإنسانية وحب الخير حتى تكرموا بمشروع التنمية هذا والذي هو في الحقيقة توطين للافارقة في ليبيا والذي قد يكون رأس حربة لترحيل أهداف الافروسنتيريك الى حقيقة.
الوطن يضيع ونحن نتصارع من أجل ماذا؟ مكاسب مادية؟ أو مناصب سياسية؟ أعلموا أنه قد يأتي يوم لن يكون لكم وطن لتتقاتلوا على ثرواته أو حكمه.. أفيقوا قبل أن تضيعوا ولتبداء هذه الاستفاقة بإيقاف مشروع التوطين هذا وأول خطوة يجب إتخاذها هو تحديد من هم الليبيين بناء على التعداد السكاني سنة 1954م وكذلك تعداد سنة 2010م. مشروع التوطين مشروع خبيث إذا لم تتصدوا له سيضيع الجنوب خزان الماء والنفط والثروة الليبية ومن وراءه ليبيا.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
تعليق