عاد مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا إلى دائرة الضوء مجدداً، بعد أن كشف رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي عن "مباحثات لعقد اجتماع تمهيدي لمؤتمر للمصالحة الوطنية بين جميع الليبيين".
وتشير معطيات صحفية إلى وجود اتفاق دولي على تكليف الاتحاد الأفريقي بقيادة مشروع المصالحة الوطنية في ليبيا، وأنّ اختيار دبلوماسي سنغالي مخضرم هو عبد الله باتيلي لتولي مهمة المبعوث الأممي جاء في هذا السياق.
وقبل (5) أسابيع من الذكرى الأولى لموعد 24 كانون الأول (ديسمبر) 2021 الذي كان محدداً للانتخابات الرئاسية والبرلمانية، قبل إلغائه دون تحديد موعد بديل، تتحرك قوى داخلية وأخرى خارجية لمحاصرة العراقيل التي ما تزال تتهدد أيّ موعد جدي لتنظيم الاستحقاق الانتخابي، خصوصاً في ظلّ محاولات بعض الجهات المؤسسية عرقلة عجلة التقدم نحو الانتخابات.
رغبة أفريقية
وقال فكي في تصريحات صحفية: إنّ "هناك تجاوباً من الأطراف"، مؤكداً أنّهم "يتواصلون مع جميع الأطراف الليبية للحديث عن المصالحة الوطنية، لأنّها قد تفتح الباب أمام حل سياسي في ليبيا".
وأضاف أنّ هناك دفعة جديدة لعملية سياسية في ليبيا تتضمن عدة مراحل، ونحن كلفنا بمرحلة المصالحة الوطنية لأنّها الأساس، مشيراً إلى ضرورة إيجاد صيغة تسمح لليبيين أن يتصالحوا، ثم بعد ذلك يتم الذهاب إلى الانتخابات لاختيار من يدير الأمور في ليبيا.
وتعتبر زيارة جان كلود جاكوسو الحالية إلى ليبيا الأطول من نوعها التي يؤديها مسؤول أجنبي للبلاد، وقد دشنها في بداية تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي، وما يزال يواصلها لضمان التوصل إلى توافقات بين مختلف أطياف المشهد السياسي والاجتماعي في ليبيا، تمهيداً للاجتماع الجامع الذي ستحتضنه بلاده برعاية الدول الـ (5) دائمة العضوية بمجلس الأمن، وبمشاركة فاعلة من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والجامعة العربية.
وتتداول وسائل إعلام دولية تقارير تفيد بأنّ جاكوسو شدد خلال مختلف لقاءاته، في طرابلس وبنغازي وسرت وطبرق ومصراتة، على أنّ المصالحة في ليبيا يجب أن تشمل الجميع دون إقصاء، معتبراً أنّ تحقيق المصالحة الوطنية في ليبيا من أولويات الاتحاد الأفريقي، ومن دونها لا يمكن الحديث عن حل سياسي شامل، أو عن تنظيم انتخابات تعددية وديمقراطية ونزيهة وشفافة يقبل الجميع بنتائجها.
تعليق