دولة الإمارات العربية المتحدة، أمس الأربعاء شددت على ضرورة تركيز كافة الجهود على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية في ليبيا، فيما حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، من مغبة وجود حكومتين متوازيتين في ليبيا، إذا لم يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات.
وفي الجلسة حول «الحالة في ليبيا»، دعت الإمارات في كلمة أمام مجلس الأمن الذي تترأسه هذا الشهر، إلى ضرورة استمرار جميع الجهود الدبلوماسية للدفع قدماً بالعملية السياسية في ليبيا، وأن تركز كافة الجهود على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة وشاملة وذات مصداقية، كما جاء في قراري مجلس الأمن 2570 و2571، وكذلك في نتائج مؤتمر برلين الثاني، وأن يتم ذلك في أقرب وقت، وفقاً للموعد الذي يتفق عليه الليبيون.
وأثنت كلمة الدولة على الأطراف الليبية التي تواصل ضبط النفس وتتجنب الانزلاق في العنف على الرغم مما تشهده العملية السياسية من حالة عدم استقرار، داعية الليبيين إلى مواصلة التمسك بالسلام كخيار وحيد نحو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار في ليبيا، كما طالبت المجتمع الدولي بمواصلة تأكيد التزامه بدعم ليبيا خلال هذه المرحلة الحرجة.
وأكدت الإمارات ضرورة استجابة جميع الأطراف لدعوة الأمين العام إلى المحافظة على استقرار ليبيا كأولوية قصوى، حيث ينبغي مواصلة ضبط النفس وتجنب اتخاذ أي إجراءات قد تقوّض التقدم المحرز في مسار حل الأزمة الليبية.
وقالت إنه يتعين على جميع الأطراف الالتزام بالتركيز على المصالحة الوطنية الشاملة وتفعيل حوار صريح وشفاف مع جميع الجهات الفاعلة، دون إقصاء لأي مكون من المكونات الليبية، بما يحافظ على وحدة الدولة ومصلحتها ومؤسساتها الوطنية، بعيداً عن المصالح الضيقة والخلافات، مؤكدة ضرورة إشراك المرأة والشباب في كافة خطوات بناء الدولة الليبية، كما جددت دولة الإمارات دعمها الكامل لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، ودعت إلى اتخاذ خطوات لضمان أن تكون البعثة أكثر فاعلية في أداء مهامها.
بدورها، حذرت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري ديكارلو، أمس، من مغبة وجود حكومتين متوازيتين في ليبيا، إذا لم يتم تحديد موعد لإجراء الانتخابات.
ودعت ديكارلو خلال جلسة مجلس الأمن، إلى «إحراز تقدم في الجهود الرامية إلى سحب المرتزقة والمقاتلين الأجانب من ليبيا».
وقالت إنه «إذا لم تتم إعادة جدولة الانتخابات الموعودة بسرعة في ليبيا، فإن هناك تهديدات بوجود حكومتين متوازيتين».
وأضافت ديكارلو: «طالما استمرت المواجهة حول القيادة الليبية، فإن احتمالات إجراء انتخابات نزيهة وسلمية تتضاءل، ومن المرجح أن تتسع الانقسامات».
وتابعت: «ليبيا تواجه الآن مرحلة جديدة قد تعكس المكتسبات التي تحققت في العامين الأخيرين».
وأبلغت ديكارلو أعضاء المجلس بأن المشاورات التي تقودها مستشارة الأمين العام الخاصة في ليبيا ستيفاني وليامز، «مازالت جارية مع كافة الأطراف المعنية للتوصل إلى حل».
وحذر مندوب ليبيا لدى مجلس الأمن طاهر السني، من استغلال ليبيا واستخدام ورقة النفط في الصراع الجاري، ونقل الصراع وتصفية الحسابات الإقليمية.
وفيما قال ممثل المملكة المتحدة في المجلس إن استمرار التصعيد في ليبيا يعني خطر التقسيم، وهو ما يجب العمل على تجنّبه، دعت ممثلة أيرلندا إلى محاسبة كافة المسؤولين عن الأوضاع المأساوية في مراكز احتجاز المهاجرين في ليبيا.
ودعا ممثل البرازيل لتحديد موعد سريع لإجراء الانتخابات الليبية، وندعم جهود الوساطة التي تقوم بها المستشارة الأممية.
تعليق